عبق

حين ضاقت بي احلامي توقفت عن النوم وحين ضاق بي الوطن قررت ان اكون لطخة حبر..

الاثنين، 28 يناير 2013

تشوهات








حدق في حروفها طويلاً.... زم شفتيه وعينيه بقوة

وقبل ان يفكر بماهية الكلام الذي قرأ

دق هاتفه بيدهـ

فجفل
..ألـ ـ ـ ـو...

 
 جاءه الصوت واجماً


"احببت ان تعرف الخبر مني....ليس اكثر"
على الطرف الآخر ...كان الصمت يطبق ...


وفي محاولة عقيمة للبحث عن اوكسجين...

عجز ان يلتقط ذرة هواء...فيما بدأ قلبه ينبض في اذنيه

 
خفت صوته .بحيث لا يُسمع...


كيف؟؟؟

"...لاتسأل ...كان السبب مبهماً"

اغلق الهاتف ...وقلبه

....ثم عاد الى سريره ليتمدد....

 
ترك نوارس الذاكرة تحلق

فوق سُحب احلام انتهت صلاحيتها

دمعة وحيدة كبرت وتعملقت ....

وبدل ان يلفظها المحجر.... وقفت في مجرى التنفس

حاول ابعادها....

وعبثاً فعل...

 
كانت تتضخم ...وتتضحم

وبدل ان يبتلعها....تفترسه

خيط مرارة خلفها بدأ يتشكل....

ويجره الى كهف الالم

 
خلف ستار جفونه المغمضة ....تقافزت صورتها....

 
تعانقه من الخلف " اشتقتك"

 
تمسك وجنته اليمنى....بأصابعها ....وتباغته على اليسرى بقبلة


تبتسم له ...كلما وجه انتقاداً ما لها

 
تقرب وجهها من وجهه

تلمس بأنفها ....أنفه

فيما تهرب انفاسها

من فمها 

وتضرب كعاصفة

شفتيه

فيرتجف

وفي حركة غير متوقعة


 تمسك بأصابعها قلبه

تحاول ان تنتزعه

من الصدر

وبشيء من التلاعب الانثوي

تسأله

"تحبني"

ت
ح
ب
ن
ي

 
لصوتها ....تأثير

اشبه بابرة تخدير......  لن تزيل الوجع

ستؤجله فقط

 
كان الغضب لعبته المفضلة

ينشغل بها ساعات

مراقباً كيف تتصاعد ردة فعلها

 
يواصل استفزازها بالصمت.....

 
فتشتعل اكثر...

 
ويتسائل ...كيف بوسعي آلا اغمس اصبعي بالنار

اذا كانت هذه الفتنة ما سأحصد

آهـ كم

 ...امقت عجزي... واحبها

 
ليتها تشعر بي اكثر

هي

وغالباً بعد ان تهدأ انتفاضتها

تتحول الى انثى بكاءة

 تعتذر

واضعة رأسها في حضنه

فيتدفق حناناً

يغلغل اصابعه

بين خصلات شعرها

تضربه صاعقة الوجع

فيضعف

قال لها معاتباً ذات ثورة

....سأموت قطعاً

قبل

ان اعرف ...من اين ينبت لفراشة مخالب وانياب

شهقت....

لا تقل هذا ارجوك

سأموت قبلك تأكد

 
....ربما بعدها ستعلم؟

 
ان كل اسئلتك ...جوابها ؟؟؟ مؤجل
صمتَ

ظناً منه انها احتالت عليه كي لا تجيب ...اكتفى باشعال سيجاره

ونفث دخانها درب طويل وموحش
 
يتذكر

شغفها الدائم المبطن خلف سؤال"ماذا تفعل"

 
افتتانها باصابعه

غيرتها المُرّة

بكائها المستمر...وتذمرها من ضيق الوقت....


اصرارها على عيش اللحظات بكل جموحها

 
وكيف.... بعيداً عن الحذر

خلعت احلامها واحداً تلو الاخر

 
عارية ...من كل رغباتها....

 
ممتطية ورقة وقلم....

 
كتبتْ "اصعب من الاحلام....ايمانك انها لن تتحقق"

 
اغلق الرسالة

ضم جسده بيديه....تخيل ذراعيها حوله

 
وكيف في اذنيه وضعت اخر همسها

"شو ما صار ... بِحبك"


دافئة ...ورقيقة

شقت طريقها

من عينه اليسرى

وقبل ان تصلها اصابعه

غيرت المجرى







يحبنا الله...فيهدينا  موتاً ...لاحياة


هناك تعليقان (2):

  1. مساء العطر ياراقية وشتاء مميز يحمل حرفكِ نحو الروعة

    ليملئنا رغم الغربة والبعد بدفء حنين للذكريات

    رائع ذلك القلم دوماً وطاب لي المرور بهذا المساء

    دمتم بكل جمال نادين

    ردحذف
  2. اسعد الله مسائك

    د.ريان...


    افتقدتك جداً في الشتائيات


    افأهلاً بعودتك...


    ربما الغُربة قدر يا صديقي

    وفي النهاية لن يبقى لنا سوى الحنين

    والذكريات



    شكراً لانك امطرت عذوبتك هنا

    ردحذف

اجعل من حرفك....جناح ...وحلق في السماء ...