على الارض ...وفي الظلام...
دون غطاء...ويفتك بعظمك البرد...
ينتفض جسدك لفرط الجوع...وتصرخ مسامك من الالم...في كل سنتيمتر من
جلدك...جرح ملتهب
الوحدة وحش ينهشك
...شيء ما يزحف باتجاهك...ولا قوة لك لتبعده
...يسيل الدم من انفك ...والفم
احساس بالخدر يغلفك...اخف من ريشة انت ....
وعما قليل تطير
الطنين في اذنيك مستمر....لاشي سوى الجدار امامك
ان حدقت به جيداً...سيصير له يدين ويخنقك
قلبك ...على حافة التوقف ...ينبض ببطئ
على هامش التعب
احساس باليأس يتسرب اليك
الا ان ابتسامة لوجه امك المملوء بالتجاعيد....
وصورة من الذاكرة
ليدين والدك التي حفرت الصخر ...لتكبر...وتصبح رجل
ابتسامة لشقيقتك...التي تنتظرك..
العنفوان الذي يتسرب لروحك...وانت متأكد انك مهما تعثرت
ثمَّ اخٌ سيسندك.....
وهي .....
الشجرة التي لا تشيخ مهما تقدم بها السن....
البحر الذي يثور...على الشاطئ...وعلى الرمل...
على المركب...
على السمك....وعلى الكون....
ثم يهدأ....
ويسكب حنانه في اضلاعك كأم
السماء التي تمتد من اعلى التلة حيث منزل الطفولة....لما بعد المحيط....
الارصفة....العصافير... والحقول...
منْ يوقد فيك جذوة الحنين...لتحترق.. سواها
هل تذكر
قسوة معلمك....رائحة الكتب والمدرسة...
ضجيج الطرقات
مشاكسة الرفاق....
قلمك...دفترك....
اصدقاء النضال
واذاعة الوطن....الصوت الذي خاطب عقلك
حرك ضميرك....
ومن سباتك العميق ايقظك....
اول مرة حملت بندقية
وصار لك مبدأ
لقب فدائي...
الذي خلعت من اجله
هنا وطني
وتشير بسبابتك الى القلب
فتسري في جسدك رعشة العشق
تمتزج الافكار بالدماء
فتبكي
اشتقت... ان ابصرها مرة اخيرة
من بعيد تلتقط صوتاً لوقع اقدام سجانك
جولة تعذيب جديدة
أمستعد ؟!!!
لاتُجب....
هذه ضريبة يدفعها الاحرار فقط
أمازال حبها
قادر ان يكسر قيدك....يلغي وجعك
يقتلع من داخلك السخط
ويزرع بذور الصبر....
تعرف ويعرفون
ان الحرية
اكبر من فك اسرك
من معتقل
الحرية
تعني دحرهم خارج حدود الوطن
واغلاق
كافة المعتقلات الداخلية
والخارجية
لم اقتبس نصاً من مسرحية
او استعير مقطعاً نثرياً
انا فقط....
اختلق مشهداً....يشبه
الى حد ما ....كل ايامهم
في السجون الاسرائيلية
في السجون الاسرائيلية