عبق

حين ضاقت بي احلامي توقفت عن النوم وحين ضاق بي الوطن قررت ان اكون لطخة حبر..

الجمعة، 15 مارس 2013

العاب نارية




تتداخل الاصوات في رأسي...

وكأن خلية نحل تعمل داخله بدأب

مازال جرس منزلنا في المهاجرين يدق

وصوت الهاتف لا يكف عن الرنين

وكلما اغمضت عينيّ....لمحت قاسيون شامخاً

متربعاً قمة الفضاء

اشتقت لرائحة الحي ....لوجوه الاصدقاء والجيران

او ما تبقى منهم


موجوعة....ويتفشى الحزن داخلي كسرطان

يتغلغل داخل الرئة....يسلبني انفاسي


وقبل ان اختنق...يمرر لي قليلاً من هواء

والهواء صار ملوث ....مليئ بدخان البارود

برائحة احتراق المباني جراء القصف

ومعتق بالدم....

والاصوات داخلي تتكاثف ...تأخذ شكل كابوس

واسمع اسمي 

بطرق عدة....امي تناديني وارد  بلهفة "نعم"

لتصفعني الحقيقة "تتوهمين"

والرجل الحزين يدير ظهره لي ويهمس في سره

ن ا د ي ن

بينما

 يضمني الآخر بين يديه فأورق مثل زهرة برية

سرعان ما تتشقق اوراقها من شدة الجفاف

وعائلتي....واصدقائي

وقائمة الامنيات التي كانت متاحة

وصارت مستحيلة

ومشروع هجرة يدك الابواب  ويكسرها

وجوليا بطرس التي ترافقني منذ شهر

وتعيد عليّ ذات الجملة

انا مش الك

ولا قلبي الك

والسرير  الذي يستدعي دموعي من مخابئها كلما رأيته

كل هذا لا يهم....

ما يقصم ظهري....ان تتحول مدينتي الى ساحة حرب

بشكل علني ....وسافر


بالامس وخلف النافذة ...راقبتهم يضربونه 

بلا رحمة....يحاول ان يحمي نفسه بذراعيه

فيزداد سخطهم.... يستجدي

ويبكي....فيملأ صدى صوته جنبات الليل

ويقتل ما بقي بي من حب لهذه الارض

اتذكر....المشاهد التي كانت تبثها الفضائيات للجنود الاسرائيليين

كلما عذبوا مواطناً فلسطينياً

اتذكر سُخف مواقفنا....وزيف غضبنا....

فأصمت....وابتلع غصتي ....


على مرأى من العالم ...ومسمع 


اُهدر الدم الفلسطيني لثلاث وستون عاماً

دون ان يتحرك احد لنجدتهم....لامدادهم بسلاح

كان التفاوض دائما على الطعام

وصارت القضية رغيف خبز ....وحليب اطفال بدل ارض مغتصبة

والآن سورية ....يتصارع الاخوة

 يقتتلون بدموية....وسلاح ما يمرر من تحت الطاولة ومن فوقها...


عبارات التعاطف ذاتها....وانحياز لطرف دون الآخر

اين دور الاشقاء...

لا اشقاء ...ولا اقارب ....ولا حتى جيران

هنالك فقط متفرجين....وسيرك

والمهرجان يعيثان فساداً  من اجل  تقديم  وصلة ضحك

وعندما يسدل الستار....لن يجدا اي اثرفي المكان

 
واخيراً لم يبقَ لديّ ما اكتبه هنا

سأكتب هناك بحرية ....

دون ان اغمس مداد حبري في قلب يحيى

واوجعه....

باسم آخرساكتب.....واحُمّل كلماتي وزر نوايا حسنة....

لاذنب لي وله ....في اهدائها للريح كي تذرها

في  الكون الواسع


فأرجوك سامحني انا لم افيّ بوعدي

في حياتي رجل

سأكمل معه ما تبقى من عمر

واتمنى آلا يطول عُمري....وان اجني من هذه الحرب....

ثمار موت.....كي ارتاح...

ومن باب اشراكك في العلاج

 كتبت دعاء ابراهيم صاحبة "مدونة حقل التوليب الاحمر"

منذ اشهر عبارة ظلت تترد في رأسي

فأتخذتها حبوباً لدرء الذكريات وشعاراً ونشيداً يومياً

"الذي يريد ان ينسى لا يتلصص"


الذي

يريد
ان 
ينسى
لا
يتلصص



أُغلق باب الشتائيات هنا


ليُفتح من جهة اخرى....باب الحنين


وبالمناسبة نسيتُ ان اخبرك

لقد تزوجت